هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء

 

 الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
soma nemo
عضو جديد
عضو جديد
soma nemo


التوقيع العام لنهر التقي : My LoVe Is My FaItH انثى عدد المساهمات : 73
تاريخ الميلاد : 16/02/1989
تاريخ التسجيل : 19/11/2011
العمر : 35

الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة  Empty
مُساهمةموضوع: الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة    الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 23, 2011 3:09 pm

تقديــم :

نظرية التواصل خاصية يعرف بها الانسان وغير الانسان ، وتتجسد أصولها المعرفية في الظواهر اللغوية ؛ والتواصل كظاهرة لغوية هو علم قائم بذاته من العلوم الانسانية والعلوم الدقيقة؛ خاصة التداوليات التي تشتغل على ظاهرة تواصلية بآعتبار أن كل ما يتداول في اللغة هو من صميم التواصل .

إن الحديث عن نظرية التواصل هو الحديث عن ظاهرة اللغة بالأساس في تجسيدها الواقعي الحقيقي لا الميتافيزيقي.

ويصبح النشاط التواصلي مرتبط بالأساس بالنشاط الاجتماعي والواقع المعاش ، كما تطرق لذلك هابرماس، فكان للتواصل أبعادا انسانية، أخلاقية تمثلت في الكثير من المعايير .

هذا ما التساؤل عن كيفية اشتغال هابرماس على نظرية التواصل ؟وكيف استطاع أن يبلور هذا التواصل من فكر عقلاني إلى بعد إنساني ..؟


إن الكتاب قيد القراءة،عرض مجموعة من القضايا والأفكار قد نصبها في منحيين اثنين :

1 _ هابرماس والنظرية النقدية .
2 _ جدل الحداقة والتواصل .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
soma nemo
عضو جديد
عضو جديد
soma nemo


التوقيع العام لنهر التقي : My LoVe Is My FaItH انثى عدد المساهمات : 73
تاريخ الميلاد : 16/02/1989
تاريخ التسجيل : 19/11/2011
العمر : 35

الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة    الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 23, 2011 3:10 pm

هابرماس والنظرية النقدية:

لقد أتى هابرماس امتدادا لفلاسفة النظرية النقدية أمثال : أودرنو ، بولوك ، هوركهايمر، ماركوز وميغل ؛ الذين أسسوا لهذه النظرية ونظروا لها عن طريق نقد عقلانية الحداثة والنظر إليها بآعتبارها لم تأتي بجديد وأنها سقطت في براثين السيطرة على العقل والمجتمع بأكمله ؛ عن طريق هيمنة الآلة على الانسان .


ولقد قام فلاسفة النظرية النقدية الكشف على مجموعة من المشاكل قد تتمثل أبرزها في كون الفلسفة بقيت بدون موضوع ، بعدما انفصلت كل العلوم عنها ، فالمجتمع استقل عنها وأصبح له علم خاص به، والطبيعة كذلك ( علم الإحياء ) والإنسان له علومه ( الأنثروبولوحيا) والتاريخ له مباحثه .




إذن ماذا بقي للفلسفة ؟!
إن صفة التساؤل ربما الوحيدة التي بقيت .
وهل هذا يدفعنا القول بأن ننعث تفكيرنا بأنه فلسفي ، يتمحور فقط حول السؤال ؟ أم أن الفلسفة تفترض إلى جانب السؤال مقاييس أخرى تتفرد بها مثل الذات والوعي .



بالنسبة للذات وكما أراد لها ديكارت أن تكون هي المؤسس لفكر الحداثة ، فقدت الكثير من دلالاتها لأن شجرة ديكارت _ الفلسفة شجرة جذورها الميتافيزيقا وجذعها علم الطبيعة _ أصبحت غابة من العلوم يصعب اختراقها والتحكم في طرقها باسم الفلسفة .



إن النظرية النقدية في صياغتها لأسئلتها وأساليب محاكمتها للفلسفة الوضعية ونتائج الحداثة خاصة مع كانط وهيجل اللذان كانا أكثر عرضة من مفكري النظرية النقدية .



فهيجل حسب النظرية النقدية فشلت فلسفته في تغير العالم والتوحد مع الواقع .
وكانط أنقد العقلانية متسائلا عن امكانية تأسيس الميتافيزيقا القائمة على أساس الواجب الأخلاقي وذلك في كتابه ( نقد العقل الخالص) .




إن النظرية النقدية بمفهومها الحداثي أرادت ان تحرر تفكير الإنسان الغربي من قيد السلطة والمجتمع ، والمؤسسة الدينية ، ولم تعزو هذه المهمة _ أي النقد _ للعقل بصورة عشوائية بل انها حركة عميقة تعتقد بمهمة الفكر ، وقدرته على التعليق والتفسير ودوره في تنظيم الحياة ، مع رفضها التلقائية الأصيلة للفكر .



كما أنه تم طرح مسألة أخرى تتعلق بالسؤال في مجال الفلسفة الحديثة ، والمتمثل في امكانية نجاح فلسفة الحداثة في تحرير الغربي من القيود والخرافات والاستعباد أم أنها خلقت وسائل جديدة لاستعباده ؟

إن أصحاب النظرية النقدية لم يريدوا التضحية بالفلسفة أمام هجوم النزعة الوضعية _اديولوجيا المناهج التجريبية _ بل انطلقوا من ضرورة نقدها ومحاولة محاسبة مفاهيمها ، ولم يقبلوا التخلي عن السؤال أمام أنساق الاجوية الجاهزة .
وخاصة الوضعية ، لهذا انتقدوها وعملوا على تفكيك مكونات النسق الفلسفي ولاسيما الهيجلي منه .



مازال الحديث في اطار النظرية النقدية وما قدمته من أفكار ونقد للفلسفة ، ونقد الميتافيزيقا التي تدعي ادراك الوجود والتفكير في الكلية واكتشاف معنى العالم ؛ في حين أن الفلسفة يلزمها نقد كل نزوع ميتافيزيقي يفصل الفكر عن سياقه ، وينتزع الكائن من عالمه المعيش .


لذلك فالفلسفة ليست عبارة عن تصورات خيالية، وانما تشكل قوة تاريخية حقيقية .
اذن مناهضة الميتافيزيقا ، اقتران النشاط الانساني بالتفلسف ، الانخراط في الحركة التاريخية، اتخاد موقف نقدي ازاء العالم ؛ هذه هي أكبر مهمة لدى مفكري النظرية النقدية، لأنهم أرادوا الربط بين النظر والعمل، بين الفكر والتاريخ ؛ ليس استلهاما للماركسية أو تبيين لأطروحتها القائلة بتحقق الفلسفة في التاريخ بعد تحويل المجتمع الرأسمالي من علاقاته الطبقية إلى الحالة اللاطبقية ، بل هو اعتبار تلك التحولات والتناقضات المجتمعية التي أسستها الحداثة ومقاييس العقلانية والتي لا تستجيب تماما لتحليلات ماركس .



فالنظرية النقدية أخذت بعض مقوماتها ، لاسيما في البداية من الماركسية لكنها قطعت مع تعاليمها في الوقت الذي تبين لروادها أنه نظام توتاليتاري يمكنه تسييج الحرية وخنق البعد النقدي للتفكير .
ثم أنهم في نقدهم لماركس لم ينظروا إلى الفلسفة في علاقتها بمصير طبقة اجتماعية محددة، بقدر ما أكدوا على دور الفرد في ممارسة الفلسفة ، لأن الفرد هو الذي يعطي لها معنى دون أن تنحصر دلالتها فيما هو ( فردي ) . إذ أن كل فرد يمكنه أن يقوم باعطاء معنى للفلسفة من خلال الإنصهار والتجذر في وجود كل فرد على حدة.



نفس النقد ينطبق على الإتجاه العقلاني الذي يفترض ضرورة _ في نظر هركهايمر_ علاقة دائمة ومستقلة للممارسة الإنسانية بين المفهوم والواقع .


كما أن النظرية النقدية لا تفصل بين السوسيولوجيا والعلوم الإجتماعية والفلسفة ، لدرجة اعتبروا أن نظرية المجتمع انبثقت من الفلسفة ، لذلك نجد بعض المفكرين يمارس الفلسفة على طريق السوسيولوجيا ، ويكتب في السوسيولوجيا بالأسلوب الفلسفي ، أي أنهم في النظرية النقدية كسروا حدود الفلسفة _ التي لا حدود لها _ وحدود العلوم الانسانية. وهذا النوع من التمرد على حدود الحقول المعرفية ، استفز ردود المفكرين ذوي النزعة الوضعية .



والمواجهة المبدئية التي جمعت الوضعيين ، وأصحاب النظرية النقدية لا تقتصر فقط على مسألة حدود المجالات المعرفية أو على موقع العلم في المجتمع الحديث ، وإنما هي مواجهة تعكس اختلافا جوهريا في النظر إلى الواقع والمجتمع والحداثة ، وتفاوتا واضحا في النظر إلى الفلسفة . هذه المسألة التي ضمت مجموعة من العلماء والإبستمولوجيين من بينهم كارل بوبر ، هانز ألبير وهما يمثلان الإتجاه الوضعي .
و أدورنو هابرماس وقد عبرا عن الموقف النقدي في ندوة أواخر الستينات.




يقول أدورنو : « إن ماهو حاسم ، لا يتمثل في العلاقة المباشرة مع الممارسة، بل بالموقع الذي تعطيه للعلم في حياة الفكر وفي الواقع(...) إن الجدل يتعامل في هذا الخلاف بتعنت لأنه لا يؤمن بضرورة الاستمرار في التفكير حيث يتوقف عنه خصومه،أي التفكير أمام سلطة صناعة العلم غير الخاضعة للسؤال ».




بالاضافة الى نقد النزعة الوضعية،فإن فلاسفة النظرية النقدية ولاسيما أدورنو،جعلوا الاشكالية الفلسفية تدور بين نسقي كانط وهيجل.
إن الفلسفة عند النظرية النقدية لا تسعى إلى الإحتماء بأي سلطة ، لأنها تنوع عن الفكر حريته وتتحايل على النقد لكي تقصيه، ولا تريد التصالح مع الواقع لأن النزعة الوضعية الحتمية بكل أشكال السلطة تتخذ من الواقع منطلقها ومرماها.
قد أتى هابرماس امتدادا بهذا الفكر النقدي دافعا بالحداثة إلى القدم ، وقد تكون الصراعات المختلفة التي ولدتها تلك الحداثة بالاضافة إلى النمو الديموغرافي وتطور وسائل الاعلام والتواصل ماهي الا ممارسة اجتماعية ونمط حياة متمفصل مع التغير والتجديد ولكن مع القلق كذلك واللاستقرار والتعئبة المستمرة والذاتية المتوجة ، والتوتر والأزمة .



كما أنها تصور مثالي أو أسطوري فكانت الحداثة وبدايتها اللحظة التي يبدأ فيها الانسان المجتمع ، المجتمع يفكر في ذاته ويتأمل نفسه بلغة الحداثة .


إن الحديث عن هابرماس ونظريته للحداقة والعقلانية هي بالأساس حديث واحالةٌ إلى ماكس فيبير الذي يعتبر المرجع الأساسي لكل ما أتى به هابرماس .
وفي حديث بين الحداثة والتواصل يرى هابرماس أن الحداثة بلورت الاتصال أي جعلت التواصل يحكم تلك الحداثة، وأنه سمح لها بالانتشار مع مختلف الثقافات والمرجعيات، سواء كانت هذه الحداثة تستجيب لضوابط العقل وتدمجه في مقوماتها، او سواء كانت محتفظة بقيم ومعايير ما قبل الحداثة _ تصورات تقليدية ، التفسير الغائي للطبيعة _ ولهذا كانت النظرية التي اشتغل عليها هابرماس في علاقتها بالنظرية النقدية ومسألة الحداثة هي الفاعلية التواصلية .
اذن ما المقصود بالفاعلية التواصلية ، وعلى أي أساس بنى هابرماس نطريته هاته ؟
وما علاقتها بالمجتمع عامة والفرد خاصة ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
soma nemo
عضو جديد
عضو جديد
soma nemo


التوقيع العام لنهر التقي : My LoVe Is My FaItH انثى عدد المساهمات : 73
تاريخ الميلاد : 16/02/1989
تاريخ التسجيل : 19/11/2011
العمر : 35

الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة    الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة  Icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 23, 2011 3:10 pm

نظرية الفاعلية التواصلية عند هابرماس :

التفكير في التواصل هو في عمقه التفكير في مسألة الحداثة ، ويتعلق الأمر بنمطين اثنين:
نمط ذاتي : ويمثله ماكس فيبير والذي نظر إليه من خلال ما يسميه العقلنة بالغاية ( أي أن الفاعل الاجتماعي يحدد فعله تحديدا هادفا ، أي أنه يجعل منه فعلا هدفا معينا ) ,
نمط تواصلي : وهو الذي عبر عنه هابرماس في نظريته ، باعتباره ممارسة اجتماعية رمزية تصاغ بواسطة اللغة العادية كما أنها تتحدد بالرجوع إلى المعايير الواجب الرجوع إليها ( إلى المحددات الاجتماعية والثقافية ) .
ينعث هابرماس العمل العقلاني بالقياس إلى غاية ، اما بوصفه اختيارا عقلانيا أو تنسيقا بين الإثنين .





ثم ينتقل هابرماس إلى التحدث عن النشاط التواصلي فيقصد به ذلك التفاعل المصاغ بواسطة الرموز وهو يخضع لضرورة المعايير الجاري بها العمل ، والتي تحدد انتظارات مختَلَف أنماط السلوك المتبادل ( التواصل بين ذاتين فاعلتين على الأقل) وهذا هو معنى الفعل الاجتماعي عند ماكس فيبير.




انطلاقا من هذا التمييز بين هذين النمطين من الفاعلية والنشاط يمكن التفريق بين الأنشطة الاجتماعية التي يسيطر عليها النشاط العقلاني بالقياس إلى غاية ، أو تلك التي يبرز فيها التفاعل أو النشاط التواصلي بوصفه يتمثل في مجموعة من المعايير التي توجه التفاعلات المعبر عنها بواسطة اللغة، غير أنه توجد أنظمة فرعية ؛ النظام الاقتصادي أو أجهزة الدولة التي تبرز فيها مبادء النشاط العقلاني ، بالقياس إلى الغاية ، وبالمقابل هناك أنظمة فرعية أخرى من العائلة أو القرابة ، تقوم بوظائف عديدة، وتنقل الكثير من المعارف العلمية ، ولكنها تعتمد أساسا على القواعد الأخلاقية للتفاعل .




يصوغ هابرماس عدة أسئلة مثل : كيف يكون النشاط ممكنا باعتياره نشاطا اجتماعيا؟ بل وكيف يكون النشاط الاجتماعي ممكنا؟ وكيف يكون النظام الاجتماعي ممكنا؟ هذه هي الاسئلة الأساسية التي صاغها هابرماس في سياق بحثه عن صياغة عناصر نظرية لمسألة الفاعلية التواصلية .




وهو يرى أن نظرية الفعل تكون مؤهلة للجواب على هذه الأسئلة ، اذا كانت قادرة على الاشارة إلى الشروط التي يكون فيها الآخر قادرا على ربط أفعاله بأفعال الذات . ذلك أن النظرية السوسيولوجية للفعلن لا تهتم فقط بالخصائص الصورية للنشاط الاجتماعي بشكل عام ، وانها تهتم كذلك بآليات التنسيق ، بين الأفعال والممارسات التي تساعد على الربط المتواصل والثابت لمحتلف أشكال التفاعلات .





قد أكتفي بالقول أن هابرماس بلاحظ أن هناك فوارق كثيرة بين النظرية السوسيولوجية والفلسفية فيما يخص الفعل والممارسة، ذلك أن النظرية السوسيولوجية للفعل لا تهتم بالمشاكل الأساسية المتعلقة بحرية الاختيار والسببية ، أو بعلاقة الروح بالجسد أو بالقصدية...
وهي موضوعات تناولتها الأنتولوجيا والابستمولوجيا ، في حين أن ضرورة تفسير النظام الاجتماعي متذاوت ، يؤدي بالنظرية السوسيولوجية للفعل إلى الابتعاد عن المقدمات الخاصة لفلسفة الوعي ( هيجل وكانط).




من أجل تعميق مفهوم النشاط التواصلي ودعمه نظريا . لجأ هابرماس إلى ادخل مفهوم العالم المعيش ؛ فإن كان التواصل في حاجة إلى سياق فإن العالم المعيش لا يقتصر دوره على توفير بعض عناصر هذا السياق .
لأنه لا يشكل خزانا من القناعة ، يعمل المشاركون فيها التفاعل على استلهام بعض علاماته ورموزه باتباع الحاجة إلى التفاهم الذي يتولد داخل وضعية محددة بواسطة التأويلات القابلة لفلسفة ( الإجماع ) عكس ليوتار ( الإختلاف).
أدخل هابرماس اذن مفهوم عالم المعيش بوصفه خلفية للنشاط التواصلي ، أي أن المشاركين في التواصل يرتبطون بالتراث الثقافي يستمدون منه بعض العناصر.
ويقوم أيضا بالاندماج الاجتماعي وخلق التضامن .
يقوم أيضا بتشكيل الهويات الفردية ( هوية الشخص نفسه ).





بهذا يمكن القول أن التجرية التواصلية عند هابرماس تأتي من العلاقة التفاعلية التي تربط شخصين على الأقل داخل العالم المعيش ، وفي إطار من التوافق اللغوي والتذاوتي .
ومن ثم فإن كل شخص أو فاعل يملك القدرة على الكلام والفعل يمكنه أن يشارك في التواصل، وأن بعلن عن ادعاءاته للصلاحية ، لكن شريطة أن يراعي مقاييس المعقولية والحقيقة والدقة والصدق.



كما أن الفاعلية هي عبارة عن صياغة جديدة لمسألة العقلانية في الفكر الغربي ، وحين يدعو هابرماس إلى نظرية المجتمع ، فإنه ينظر إليها من زاوية المفاهيم الأساسية للأنشطة العقلانية، ومن ثم فإن نظرية الفاعلية ليست مرتبطة فقط بنظرية المجتمع ولكنها تؤسس كذلك لنظرية المعرفة .



إن التفاهم ضرورة حتمية في نظرية التواصل عند هابرماس وذلك من أجل الوصول إلى نوع من الاتفاق ، يؤدي إلى التذاوت المشترك ، وإلى التفاهم والثقة المتبادلين ، بل وإلى التقارب في النظرات والآراء .
لذا اهتم هابرماس باللغة والمعنى والحقيقة والتواصل والبرهنة المرتبط بشكل أساسي باشكالية المركزية المتعلقة بالعقلنة والحداثة اعتمادا في ذلك إلى نظرية التداوليات الصورية التي يرى وظيفتها تتمقل في "اعادة بناء شروط الإمكان الكلية للتفاهم "
على اعتبار أن كل فاعل تواصلي يقوم بفعل الكلام مضطر للتعبير عن ادعاءات كلية للصلاحية على أساس أنه يقدر على تبريرها للمشاركة في أي عملية من عمليات التفاهم ،





وفي هذا السياق يقول هابرماس :
« يجب على المتكلم أن يختار نعبيرا معقولا لكي يتمكن المتكلم والمستمع من تفهم الواحد للآخر ، والمتكلم يجب أن تكون له نية توصيل مضمون حقيقي لكي يتمكن المستمع من مشاطرة معرفته، وعلى هذا المتكلم أيضا أن يعبر عن مقاصده بصدق لكي يتمكن المستمع من تصديق تلفظ المتكلم ( والثقة به) وأخيرا يتعين على المتكلم اختيار تلفظ دقيق بالقياس إلى المعايير والصيم الجاري بها العمل ، لكي يتمكن المستمع من قبول هذا التلفظ ، بطريقة تجعل المتكلم والمستمع في وضعية القدرة على الاتفاق على التلفظ ذي الخلفية المعيارية » .



اذا اعتبرنا أن التداوليات تشتغل على نظرية التواصل ، وأنه كل تداول في اللغة هو من صميم التواصل ، فإن هابرماس لم يغفل الجانب التداولي في نظريته التواصلية ، ورأى أن هناك ثلاث وظائف للتداوليات:
1 _ وصف شيء ما بواسطة جملة معينة.
2 _ التعبير عن قصد المتكلم .
3 _ اقامة تذاوتية بين المتكلم والمستمع.




ويمكن النظر إلى النموذح اللغوي الذي اقترحه هابرماس من منظور التداوليات الكلية، باعتبار أن هناك قطاعات محددة من الواقع تتمثل فيما يسميه بالطبيعة الخارجية والمجتمع، الطبيعة الداخلية واللغة ، تقابل هذه القطاعات مباشرة أنماطا محددة من العلاقات مع الواقع؛ الموضوعية _ المعيارية _ الذاتية _ التذاوتية.




خلاصة لما قيل عن التداوليات الصورية والنشاط التواصلي فإن الفرق بينها موجود في اعتبار الأولى تبحث عن الشروط الممكنة للتفاهم ، في حين تسعى نظرية النشاط التواصلي، باعتباره نشاطا موجها نحو التفاخم إلى وضع شروط مجتمع ممكن . مادام التفكير في التواصل شكله العقلاني البرهاني هو في العمق تفكير فيما هو مجتمعي.





كما قام هابرماس بتأسيس ما يسمى " أخلاقيات تواصلية " تلك التي تضبط تدخلات الناس وتنظرم أساليب تبادلهم ، وهي أخلاقيات تجد في العقل مرتكزها ومرجعها، بمعنى أن هابرماس يؤسس أخلاقيات التواصل على مبادئ عقلية تستمد بعض عناصرها من التداوليات الكلية ، لأن هذه التداوليات هي التي تسمح بالتفكير في الأساس الذي يجعل من التلفظات أو أفعال الكلام حقيقية أو دقيقة.
ثم أن هابرماس حين يؤكد على المناقشة وعلى التواصل الإجتماعي فإنه يسلم بأن التفاعل يتعين أن يحصل داخل مجال عمومي حديث يجمع بين العقلانية السياسية والمشروعية الديموقراطية
« التي يجعلها هابرماس مبدأً أساسيا في التفكير ، وبكونها تتوقف على الإمكانية الأساسية بنقد التمثلات الإجتماعية والمعايير الأخلاقية وأشكال المشروعية السياسية ، وبدفعها نحو التطور في اتجاه ما نعتبره حقيقيا أو دقيق » .





هكذا كان هابرماس في نظريته الفاعلية التواصلية ، جسد لنا جدلا قائما بين الحداثة المعيارية والأخلاق التواصلية والتي تؤكد الحقيقة القائمة على عملية تبادل البراهين والحجج، وبالتالي هو تتويج لاتفاق ذي طبيعية جماعية ( النظرية الإجماعية للحقيقة ) .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحداثة والتواصل في الفلسفة النقدية المعاصرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الاقسام العلمية والدراسية :: الأقسام التعليميه المتنوعه في شتي المجالات-
انتقل الى: