الإمالة نوع من التصرف الأدائي الصوتي لبعض حروف وحركات اللغة العربية.
فهي تقريب حركة من حركة، أو تقريب ألف من ياء.
وهي ليست على درجة واحدة، ولكنها درجات عدة، بحسب قرب الحركة من الحركة، والحرف من الحرف.
وبذا يتولد عنها أنواع من التصرفات الصوتية، منها الإمالة، والتقليل، والبطح، والإضجاع. وكل هذه الأنواع قد سمعت من العرب، ونسبت إلى قبائل عربية، عرفت واشتهرت بها.
ولذا فالفتح والإمالة لغتان فاشيتان على ألسنة فصحاء العرب الذين نزل القرآن الكريم بلسانهم.
الإمالة هي أن تنحني بالفتحة نحو الكسرة، وبالألف نحو الياء، لتناسب الأصوات وتقاربها.
تمال الألف الواقعة في الطرف وهي بدل عن الياء، كـ(الهدى)، أو ليس بدلاً ولكن تخلفها الياء من دون شذوذ ولا
حرف مزيد، نحو: (حبلى)، تقول في التثنية: (حبليان)، بخلاف نحو: (قفا) فإنها تنقلب ياءً في التصغير، نحو: (قفي)، وبخلاف (قفا) في لغة هذيل فإن ألفها تنقلب، إذا أضيفت إلى ياء المتكلم، نحو: (قفي).
ثم إنه لا فرق في حكم الإمالة بين وجود تاء التأنيث وعدمها، كـ(رماة).
تمال الألف الواقعة بدل عين الفعل إذا كان حين إسناده إلى تاء الضمير على وزن (فِلت) بالكسر، كـ(خاف) و(باع) لأنك تقول: (خفت).
تمال الألف الواقعة بعد الياء متصلة، كـ(بيان)، أو منفصلة بحرف، كـ(يسار)، أو منفصلة بحرفين أحدهما هاء، كـ(جيبها)، بخلاف نحو: (بيننا).
تمال الألف المنكسر ما بعدها متصلة، كـ(عالم)، أو ما قبلها منفصلة بحرف، كـ(كتاب)، أو بحرفين أحدهما ساكن ولو مع هاء، كـ(شِملال) و(دِرهماك).
إذا كان سبب الإمالة ياء موجودة أو كسرة ظاهرة، ثم وقع بعد الألف أحد حروف الاستعلاء، وهي (فظ خص ضغط)، أو وقع بعدها راء غير مكسورة، كف الإمالة متصلاً كان، أو منفصلاً بحرف، أو بحرفين، كـ(ناصح) و(واثق) و(مواثيق) و(عذار).
وكذا إذا وقع قبل الألف أحد حروف الاستعلاء، ما لم يكن مكسوراً أو ساكناً إثر كسر، فلا يمال (صالح) و(ظالم) و(قاتل)، ويمال (طلاب) و(غلاب) و(إصلاح).
إذا وجد في الكلمة راء مكسورة غلب موانع الإمالة من حروف الاستعلاء والراء، وتمال الألف، نحو: (وعلى أبصارهم)(1).
إذا انفصل سبب الإمالة لم يؤثر، كـ(لزيد مال)، بخلاف سبب المنع، فإنه قد يؤثر منفصلاً، كـ(كتاب قاسم).
قد يمال للتناسب، بأن وجد في إحدى الألفين سبب دون الآخر، كالألف الثانية من (عمادا) لأجل ألفه الأُولى.
الإمالة من خواص الاسم المتمكن، فلا يمال غيره إلا سماعاً كـ(الحجاج)، ويستثنى من ذلك: (هـا) و(نا)، فإنهما يمالان مطرداً وإن بنيا.
تمال الفتحة قبل الراء المكسورة وصلاً ووقفاً، نحو: (للأيسر مل)، وكذا يمال ما وليه هاء التأنيث في الوقف، كـ(رحمة) و(نعمة).